التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2019

جدلية الهامش.. بين التمثيل السردي والواقع الاجتماعي

* هذه الورقة قدمتها في مهرجان المربد الشعري في العراق سنة ٢٠١٩، ونشرت بعد ذلك في كتاب " في حضرة المنسي" صدر عن دار كتارا للنشر، وهو كتاب لمجموعة مؤلفين يضم مجموعة من المقالات في أدب المرحوم إسماعيل فهد إسماعيل. جدلية الهامش.. بين التمثيل السردي والواقع الاجتماعي قراءة تطبيقية في رواية السبيليات [1] يبدو أن شيوع استخدام مصطلح ما لا يعني بالضرورة وضوح دلالته، وهذا الأمر قد يصدق أكثر على المصطلحات ذات الطابع العلمي أو الفلسفي أو الأكاديمي. ربما لا يختلف إثنان على دلالة لفظ "نخلة" أو ربما يختلفان على دلالة لفظ "صنبور" هل نشير به إلى ذلك الجزء المخصص للاستحمام أم لغسيل اليد، لكن من الممكن بسهولة أن يتفقان بعد أن يوضح المتحدث مقصده. لكن ماذا عن مصطلحات مثل: مثقف، إبداع، فن؟ ومن المفارقة اننا قد نستخدم في حياتنا اليومية هذه الألفاظ أكثر مما نذكر النخلة. ربما سقراط كان أول من انتبه لهذه المعضلة حين كان يجادل محاوريه في معاني ألفاظ مثل " الفضيلة أو العدالة " ألفاظ لا ينفكون يذكرونها في أحاديثهم بثقة من يتحدث عن النخلة ويشير إليها و...

مع الكتب .. فيما يشبه الميتافيزيقيا

أذكر تمامًا حين دخلت معرض الكتاب تائهًا سنة ٢٠١٤. لم أكن أعرف ماذا أريد من الحياة في تلك المرحلة من عمري، وبناء عليه لم أكن أعرف ماذا أقرأ. كنت برفقة الصديق محمد العتابي حين مررنا بجانب جناح "دار الكتاب الجديد" فلمحت في أقصى اليسار من الرف العلوي رواية "مقبرة براغ" لأمبرتو إيكو. لا أدري ما الذي شدني في الرواية؛ لا أعرف من هو أمبرتو إيكو، ولا أعرف ما هي براغ وأين تقع على الخريطة، ولم يكن حينها هاجس الموت والمقابر يسيطر علي بعد. لكني أخذتها وكانت الكتاب الوحيد الذي اقتنيته تلك السنة من المعرض. بعدها بأيام شرعت بقراءة الرواية، جالسًا في كافتيريا كلية الآداب حين شاهدني الصديق عبدالله الشمري وقال مندهشًا: تقرأ لإيكو!؟ قلت:نعم، ومن يكون إيكو؟ حدثني عن كم الإبداع الفلسفي في روايته "جزيرة اليوم السابق" وحدثني عن كتابه "اعترافات روائي ناشئ" وعن مدى انعجابه بفكره في تناول الشخصيات المتخيلة وعلاقتها في العالم الواقعي. أذكر في نفس ذلك اليوم كنت على موعد مع أستاذ الفلسفة الدكتور الزواوي بغورة ـ بعد أن تجادلت معه قبل أسبوع مدعيًا أن المثيولوجيا المصرية ذكرت ...